من قلب القرافة.. حكاوي الصالحين !

القرافة؛ ذلك المكان الذي غالبًا ما ارتبط بين الناس، خاصة القاهريين منهم، بالأحزان ومفارقة الأحباب، والذي اكتسب السمعة السيئة نتيجة ما توارثناه نحن من أهالينا، وما درجت عليه الأجيال من أسماء في الواقع أنها تحمل مفاهيم خاطئة وأسماء أطلقناها نحن؛ وأوهمنا أنفسنا بما فيها من قصص وأحداث نحاول في هذا الإصدار أن نقول كلمة نيابة عن القرافة؛ ولنتكلم باسم الصالحين من سكانها من هم على وجه الأرض أو الساكنين تحت التراب .
مصر هي أرض الصالحين.. نعم فهي في كفالة رب العالمين طول تاريخها وحباها الله بآلاف الصالحين من أبنائها على مدار التاريخ حتى إنه لا يمر يوم إلا ويُقام في إحدى مدن المحروسة، مولد لإمام أو شعيرة لرجل صالح؛ وقد ارتبطت تلك الموالد والاحتفالات بعادات وتقاليد تربي عليها المصريون وأحبوها وأحبوا أن يقيموا موالد الذكر ومجالس القرآن بأسماء العديد من الصالحين في كل ربوع مصر .
ولكن لمنطقة القرافة الموجودة تحت سفح جبل المقطم النصيب الأكبر، سواء في الاسم أو فيما احتوته أرضها من أولياء الله الصالحين الذين يجهل المصريون تاريخهم ومواقفهم التي أقل ما يُقال إنها اتسمت بحب مصر والوطنية المفرطة ورعاية أبناء هذا الشعب على مر السنين .
منذ الفتح الإسلامي حاول المقوقس حاكم الروم شراء تلك الأرض التي تقع تحت سفح جبل المقطم؛ ولكن عمرو بن العاص سأله لماذا؟ فكانت الإجابة بأن هذه الأرض بها غرس من الجنة؛ وهنا أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بأن تكون هذه الأرض مكان لمرقد شهداء المسلمين؛ وعمرت تلك الأرض قبيلة يمنية اسمها بنو قرافة؛ ومن وقتها وأطلقت على تلك الأرض القرافة؛ وأول من مات من بني قرافة رجل اسمه عامر، فأطلق المصريون شعار: “عمرت القرافة”؛ ومن يومها وأصبح الدفن في القرافة أملًا للحاكم قبل المحكوم، وتسابق المصريون في دفن أوليائهم فيها فأصبحت القرافة هي أرض الصالحين؛ وبعدها أصبحت مصر بكل ربوعها أرض الصالحين؛ فمن أقصى نقطة على الحدود مع السودان نجد مقام أبي الحسن الشاذلي قطب أقطاب التصوف في مصر؛ وأصبح لكل شبر في مصر منارة ينيرها مقام لعباد الله الصالحين ببركتهم يتفاءل المصريون ويسعون ليكونوا إلى جوارهم عسى أن يكونوا جيرانهم في العالم الآخر .
من هنا كان اهتمام شلة الطلاب.. مشروع تخرج إعلام كلية الإعلام وفنون الاتصال بإلقاء بعض من ضوء الشموع التي تزين مقامات أولياء الله الصالحين في كل مصر، لعلهم ينالون هم أيضًا البركة من أساتذتهم، ومن لجان التحكيم، فيجبرون بخواطرهم ببركة أولياء مصر الصالحين .

 

أحمد سامح