Home من القلب د. محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب:ذاكرة القاهرة التاريخية.. في خطر!

د. محمد الكحلاوي رئيس اتحاد الآثاريين العرب:ذاكرة القاهرة التاريخية.. في خطر!

by admin

في ظل ما تتعرض له القاهرة التاريخية من تغييرات عمرانية ومشروعات تطوير، يثور جدل واسع حول مصير الآثار الإسلامية ومقابر المماليك وغيرها من المعالم التراثية، وسط اتهامات للمسئولين بالتقصير؛ بل والتواطؤ أحيانًا في إهمال هذا الإرث العريق. في هذا الحوار مع د. محمد الكحلاوي، رئيس اتحاد الآثاريين العرب، نسلط الضوء على ما يجري، ونطرح تساؤلات مشروعة حول نظرة الجهات الرسمية للآثار الإسلامية، ومستقبل هذا التراث في ظل ما يحدث الآن:
كيف تنظر لما يحدث داخل القاهرة التاريخية بشكل عام؟
ما يحدث داخل القاهرة التاريخية مخالفات خطيرة قد تمحو ذاكرة مصر التاريخية والحضارية. فمثلًا، ما جرى داخل جبانات القاهرة في السنوات الأخيرة تم تحت ذريعة الاختناق المروري والرغبة في التحديث. نحن لا نعارض التحديث، لكننا نرفضه إذا جاء على حساب التراث، فمقدرات مصر التاريخية لا تعوض.

غير عادلة
كثيرون يرون أن هناك تهميشًا للآثار الإسلامية من قبل وزارة السياحة والآثار.. هل تتفق مع هذا الرأي؟
بالفعل، وهذا سؤال مهم جدًا لأنه يكشف جوهر المشكلة. رؤية الوزارة للآثار الإسلامية- للأسف- غير سوية، وغير عادلة، فهم يعتبرونها عبئًا؛ لأنها لا تجذب نفس حجم السياحة مثل الآثار الفرعونية. وهذا واضح من تصرفات الأمين العام، الذي لا يهتم بالمواقع الإسلامية، ولا يتواجد فيها كما يفعل مع المواقع الفرعونية. حتى عندما تم اكتشاف بئر أثرية في منطقة السيدة عائشة، لم يذهب أي مسئول لتفقدها.
إذا كنا نملك هذا التراث الكبير من الآثار الإسلامية، فلماذا لا نستغله كما يجب؟
بالضبط، هذا هو لب الأزمة. دول مثل تركيا، التي لا تملك نصف ما تملكه مصر من آثار إسلامية، تجذب سنويًا أكثر من 30 مليون سائح بفضل ما لديها. الهند كذلك، مع أن ثقافتها بوذية إلى حد كبير، إلا أن “تاج محل” وهو أثر إسلامي، يجذب ملايين الزوار سنويًا. إسبانيا أيضًا تستثمر إرثها الأندلسي بقوة. نحن في مصر لدينا تراث ضخم لكننا نهمله، وهذه جريمة في حق المستقبل.

غير متخصصين!
من يتحمل مسئولية هذا الإهمال؟
للأسف، معظم من تولوا منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار كانوا متخصصين في الآثار الفرعونية، ولم يهتموا بالآثار الإسلامية. يلقون بمشكلاتها على المحافظة ووزارة الأوقاف. الوزارة لا تسجل الآثار الإسلامية، بل تقوم بشطبها، في حين لا يجرؤون على شطب أي أثر فرعوني مهما كان.
ما الذي يجب فعله في المرحلة القادمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
أول خطوة هي إعادة ترميم وبناء المقابر التي هدمت، وإعادتها إلى ما كانت عليه. كذلك يجب وقف مشروعات إنشاء الحدائق في مناطق الجبانات؛ لأنها تهدد المقابر الحالية بتسرب المياه. بالإضافة إلى وضع خطة دقيقة وسريعة لترميم وصيانة الآثار الموجودة داخل القاهرة التاريخية.

غير متفائل
وأخيرًا.. هل تشعر بالتفاؤل تجاه مستقبل القاهرة التاريخية؟
للأسف، لا. إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فلن يتبقى أي أثر إسلامي في القاهرة خلال الخمسين عامًا القادمة. التعديات غير مسبوقة، والأثر يتأثر بمحيطه العمراني. نحن بحاجة عاجلة لترميم وصيانة هذا التراث، وإلا سنخسره إلى الأبد.
ما تم طرحه في هذا الحوار يعكس أزمة حقيقية تهدد قلب القاهرة التاريخية، وتهدد معها أحد أهم مكونات الهوية المصرية. إنقاذ الآثار الإسلامية لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة تاريخية وأخلاقية، تتطلب وعيًا شعبيًا وضغطًا مجتمعيًا، بالإضافة إلى إرادة سياسية تضع التراث في مقدمة أولوياتها، لا في ذيل اهتماماتها.

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00