Home مصر الآن ترجع إلى قبيلة يمنية.. وتحتاج إلى التطوير المستمر “القرافة”.. تاريخ من المعمار الإسلامي

ترجع إلى قبيلة يمنية.. وتحتاج إلى التطوير المستمر “القرافة”.. تاريخ من المعمار الإسلامي

by admin

منطقة القرافة تُعدُّ إحدى المناطق التاريخية العريقة في قلب القاهرة؛ إذ احتضنت منذ بدايات الفتح الإسلامي لمصر مكانًا مقدسًا لدفن موتاهم.. ويُروى أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر بإنشاء هذه المقبرة إثر ما رواه عمرو بن العاص؛ حيث كان أول من دُفن فيها رجلٌ من قبيلة المعافر اليمنية يُدعى عامر، فأطلق عليه اسم “القرافة” نسبةً إلى ذلك.
وتُقسَّم المنطقة إلى قسمين رئيسيين: القرافة الكبرى التي تمتد خلف جامع عمرو بن العاص وحتى جبل المقطم؛ والقرافة الصغرى التي تضم مقابر مثل ضريح الإمام الشافعي.

تحولات عمرانية
وقد شهدت منطقة القرافة على مرّ العصور العديد من التحولات العمرانية؛ إذ كانت مقرًّا لدفن كبار العلماء والفقهاء والصحابة؛ كما احتضنت مزارات تراثية وهندسية ذات طراز معماري فريد، خاصةً من العهد المملوكي والعباسي. فقد عكست القباب والزخارف الإسلامية في مبانيها دقة الصنعة وجمال الإبداع الذي ميز تلك الفترة، مما جعلها تُعد متحفًا مفتوحًا يربط بين الماضي والحاضر. كما أن للمنطقة أهمية دينية وروحية؛ إذ يقصدها زوار من مختلف أنحاء العالم الإسلامي للزيارة والتبرك بأضرحة الأولياء والعلماء.

ضغوط حضرية!
غير أن التطورات العمرانية السريعة في القاهرة هددت سلامة هذا التراث الثمين، فقد أصبحت الضغوط الحضرية ومشروعات التحديث تتداخل مع نسيج القرافة التاريخي. وتُواجه المنطقة تحديات عدة تتمثل في تهميش الرعاية والترميم، مما قد يؤدي إلى فقدان الكثير من معالمها الأثرية والعمارة التقليدية.
ولذا فإن العديد من الباحثين والمثقفين يدعون إلى ضرورة الحفاظ على هذه البقعة التاريخية وترميم مبانيها، وتفعيل دور الجهات المختصة في حماية التراث، لضمان بقاء القرافة رمزًا حيًّا للهوية والثقافة المصرية.
في الختام، تبقى منطقة القرافة شاهدًا على تاريخ مصر الإسلامي العريق، ويجب أن تكون محور اهتمام السلطات والمجتمع للحفاظ على هذا الإرث الفريد وصيانته للأجيال القادمة.

You may also like

Leave a Comment

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00